في كل عام ننتظر ينتظر المسلمون ضيفاً عزيزا عليهم وهو شهر رمضان المبارك، يفرحوا بقدومه فهذا الشهر المبارك اختصه الله تعالى لنفسه وميزه بروحانيات ونفحات عن سائر الأشهر، ففيه تصفد الشياطين، وتتنزل فيه الملائكة بالخير والرحمة، والعتق من النيران.
ولكن سرعان ما تمر هذه الأيام المباركة، حتي أننا قد شرفنا على بداية الثلث الأخير من شهر رمضان المبارك،
فكيف نغتنم العشر الأواخر من رمضان؟ ونتعرف على سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام المباركة؟ ولن ننسى أن نتحدث عن ليلة خير من ألف شهر فهيا بنا.
يبدأ الثلث الأخير من شهر رمضان المبارك، ليلة الحادي والعشرين، وقيل فجر اليوم الحادي والعشرين، لقول عائشة رضي الله عنها قالت "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه".
إنما الأعمال بالخواتيم، كما قال أحد العلماء "حسن النهاية يطمس تقصير البداية"، فهذه الأيام المباركة، يستجاب فيها الدعاء، وتغفر فيها الذنوب، وتمحوا الخطيئه، وتقي من النار، فيها من نفحات وروحانيات تطهر القلب وتذكي النفس.
كان صلى الله عليه وسلم، يستعد لها استعدادا خاصاً، ويجتهد فيها أشد اجتهاد، فعن عائشة رضي الله عنها قالت "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله"
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، يحيي فيها الليل بالصلاة، والذكر، وقراءة القرآن، فعن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجتهد في العشر الأواخر، مالا يجتهد في غيره".
١- كثرة العبادات، والذكر، والاجتهاد في الطاعات.
٢- تطهير النفوس من الحقد، والحسد، والخبائس، والانشغال، بالطاعات.
٣- الاعتكاف في المسجد، من قبل آذان المغرب، ليلة الحادي والعشرين، إلى ليلة العيد بعد أن يبيتها في المسجد، ويصلي العيد، فعن عائشة رضي الله عنها "أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يعتكف في المسجد العشر الأواخر من رمضان، حتي توفاه الله، ثم عكف أزواجه من بعده"
٤- تحري ليلة القدر، في الليالي الفردية من هذه العشر المباركة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم، "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر في تاسعة تبقي، في سابعة تبقي، في خامسة تبقي"
٥- قرأة القرآن، وتدبر آياته، الصلاة، كثرة الصدقة في هذه الأيام المباركة.
١- هي ليلة مباركة، أنزل فيها القرآن الكريم المعجز، على قلب النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن عباس "أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ، إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع والأحداث في ثلاث وعشرين سنة، على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
٢- العبادة فيها خيرا من عبادة ألف شهر، قال النبي صلى الله عليه وسلم "من قام ليلة القدر، غفر له ما تقدم من ذنبه"
٣- تتنزل فيها الملائكة، والروح، و الملائكة لا تنزل إلا بالخير، والبركة، والرحمة.
٤- تقدر فيها الآجال، والأرزاق، وحوادث الليل والنهار.
٥- فيها العتق من النيران ومغفرة الذنوب واستجابة الدعاء.
فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر، ما أقول فيها، قال صلى الله عليه وسلم قولي "اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني"
الدعاء في هذه الليلة المباركة، مسموعا مستجابا، فعلى العبد أن يكثر من الدعاء، والتضرع، والخشوع لله سبحانه وتعالى، وطلب المغفرة، وثواب الدنيا والآخرة.